السلام عليكم،
بعض المناطق الداخلية بتونس تعيش جهلاً كبيراً علاوة على حالة الفقر المدقع… يوم الإثنين ذهبت لبوسالم بولاية جندوبة لحضور جنازة أم شخص أعرفه،
بالتحديد ريف بوسالم في قرية أو “دوار” جبلي يبعد 2 كيلومترات عن قرية “عبد الجبار”، “عرش العلابشية” تحديداً..
كنت قد زرت العديد من المناطق الريفية فالماضي (ريف سيدي بوزيد، الرديف، عين طبرنق بولاية نابل وغيرها..) فالفقر والخصاصة ليسا بأمر غريب على ناظري…
ما صدمني في “العلابشية” هو الجهل ، جهل صم! جهل أصيل! جهل خام! كيف لي أن أسميه !؟
المتوفاة، رحمها الله، كان عمرها 87 سنة أنهكها مرض عضال وكانوا ينتظرون انتقالها إلى بارئها في أي لحضة.. لكن عند إخراج النعش رأيت ما يندى له الجبين من اللطم والصراخ والنديب.. الشيء هذا قد لا يكون غريباً عن تونس -للأسف- لكن ما رأيته شيء مخزٍ يفوق الخيال !! حين
سألت ابنها عن الأمر ، قال لي “أعرف أن ذلك لا يجوز أما ميلزمش يتعدى موتها بارد !!!
من المئات الحاضرين فالجنازة، حوالي 15 شخصاً فقط دخلوا للمسجد لأداء الصلاة …!
البدع منتشرة في كل مكان! لم يتركوا عبادة لم يشوهوها… يقولون أن من يحمل النعش بعد الصلاة لا يجب أن يترك مكانة لغيره ليساعده إذا تعب حتى نصل إلى المقبرة (ما يبدل عليه حد!) بعد دفن المرأة، وضعوا الفؤوس والرفش على القبر ثم قاموا بصب الماء عليها تبركاً أو دفعاً للمصائب…! وغيرها من البدع والخرافات والأوهام …
يعني في تونس 2012, في ظل صحوة إسلامية يعيشها العالم منذ سنوات، هناك مناطق يطبق عليها الجهل إطباقاً !!!
علمت فيما بعد أن نصف الذين دخلوا للصلاة على الجنازة لا يصلون ولكن دخلوا للجامع “بالمناسبة” ! وأنه في هاته القرى الجبلية (سكان الواحدة منها يناهز ال-500) يحصل أن الإمام يصلي ورائه 2 أو 3 (صلاة المغرب)!!
أرجو منكم ايلاء أهمية للعمل الدعوي فالمناطق الداخلية (قوافل دعوية، محاضرات …) كما أضع نفسي تحت امرتكم لإنجاز تظاهرات أو لإعداد قوافل و لأي عمل من شأنه أن يرفع الجهل من بلادنا.
نفع الله بكم وجزاكم الله خيراً.