في البداية وقبل الخوض في هذا الموضوع، لابد من الإشارة إلى جوهر رئيسي في الإسلام، وهو أن مبادئه وأركانه وتشريعاته وعباداته ومعاملاته، تقوم على مجموع مبادئ فلسفية وفكرية، هي التي توصف بأنها صالحة في كل زمان ومكان، ذلك أن ما يقف خلف الصلاة والزكاة والحج وغيرها، هي المبادئ في حد ذاتها، وليس مجموع الأفعال والحركات الظاهرية التي إن اختفت منها هذه المبادئ لم تغن شيئا. وفي هذا رد على من يدعي بتاريخية الإسلام، أو تخلفه، أو رجعيته أو غيرها من النعوت التي تنم عن عدم فهم واضح لأبجديات التفكير في الإسلام .
ضمن هذا لإطار سنتناول الصدقة كمبدأ نقيض للاستهلاك، المفهوم الغربي الذي ساد مع صعود العولمة وانتصار النموذج الأمريكي والغربي عموما.
يقوم مجتمع الصدقة على مبدأين أساسين :
– تحويل المعادلة الرأسمالية حول المال، والتي تقوم على سلطة المال، من حيث تضمينه كل المشاعر والجهود الإنسانية التي ساهمت في عملية الإنتاج، لتصبح غريبة ومتضمنة داخل النقد والصك والعملة، و لفهم هذه الظاهرة ينبغي أن نتابع هذا التحليل: (( يرى ماركس أن ظهور الاقتصاد القائم على المال يؤدي إلى تحلل الصلات والعلاقات التي تؤلف الجماعات التقليدية بحيث يصبح المال هو المجتمع الجديد الواقعي، وهكذا ننتقل من وضع نعتمد فيه مباشرة على هؤلاء الذين تربطنا معرفة شخصية، إلى وضع نرتبط فيه مع الآخرين بعلاقات غير شخصية وموضوعية، ومع تكرار عمليات التبادل وانتشارها يظهر المال أكثر فأكثر كقوة هي خارج المنتجين الأصليين ومستقلة عنهم…..حين نبادل ببساطة شيئا ( المال) بشيء آخر ( السلعة) لا يظهر لنا على سطح علاقة التبادل هذه ظروف العمل والعيش التي تقوم خلف إنتاج السلعة، كما لا يظهر ما يفكر به منتجو السلعة ولا أحاسيس الفرح والغضب والقهر عندهم)) (1)
هذه الظاهرة الملفتة التي درسها ماركس في كتاب رأس المال، هي التي شكلت وتشكل التناقضات الداخلية للرأسمالية، وما يعنينا هنا، هو أن المال يصبح نهاية لعملية الإنتاج ولنمو المجتمع نفسه، حيث أنه وحين تستدخل جميع الظواهر والجهود الإنسانية في المال، ثم يقفل عليها بغطاء من حديد، تصبح مسجونة هناك، ولا تجد مهربا ولا مخرجا.فتبدأ سلسلة التراكمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في التشكل إلى حين حدوث الأزمة.
إن الإسلام يقلب هذه المعادلة رأسا على عقب، حيث يصبح المال من جديد وعبر الصدقات والزكوات، وسيلة وليس سلطة، وسيلة في إعادة توزيع المشاعر والجهود الإنسانية المسجونة في المال وبثها من جديد إلى مستويات اجتماعية أعلى، مساهما في خلق علاقات إنسانية واجتماعية، وبالتالي فهو يعيد تحرير الجهد الإنساني بما يحمله من مشاعر كثيفة من المال كسلطة ونهاية وغاية، إن المتصدق حين يعطي جزءا من ماله للفقير، فهو يقوم بعمل ضد الرأسمالية برمتها، إنه يقلب المعادلة التي تتأسس عليها، ليس فقد من حيث إعادة إظهار الإنسان بمشاعره على سطح القطعة النقدية أو الورقة النقدية، وإنما من حيث عملية الإنفاق نفسه، حيث يجب أن تتم في معزل عن أي مشاعر رأسمالية، ولنتأمل هذه الآيات من سورة البقرة التي تؤصل للصدقة والإنفاق: ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)))
إنها تدعو إلى تحرير نفس المنفق أولا من المن والأذى والرياء والخوف من الفقر واجتناب الإنفاق من الخبيث من المال، كما تدعو في أواخرها إلى استعطاف القلوب نحو الفقراء، بسبب أن المال يدخل هنا في عملية تطهير نفسية، في تأسيس العلاقة بين المتصدق والفقير، أو بين الفردية والاجتماعية، حيث يكمن مفصل التحول والنمو الاجتماعي السليم للمجتمع، ولذا يشدد الإسلام على تطهير المال أولا ، ويحدد له شروطا لمواصلة النمو نحو الاجتماعية التي لا تقبل دون أدنى شك أي عيوب أو شوائب.كما سنلاحظ في المبدأ الثاني.
كما أن الآيات تربط الصدقة بأصلها الطبيعي الذي هو الأرض، ولذا تكثر الأمثلة بالأرض والجنة والسنابل: ((…أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ…))، ((…مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ…))، ((..وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ…)). وفي هذا تمثيل بأن المال لا يحمل فقد الجهد والتعب الإنساني، وإنما أيضا المصدر الأول له، وهو الأرض، وما تحمله من عطاء ينبغي أن يترجم في الإنسان ، كعطاء أيضا.
– المبدأ الثاني يتعلق بموقع ظاهرة الإشباع من المجتمع وليس الإنسان، فالإشباع الذي هو هدف أساسي في مجتمع الاستهلاك، يصبح أيضا وسيلة في مجتمع الصدقة.
غير أن السؤال المطروح، هو كيف يقوم الإسلام بهذا الدور؟
إن دور الرغبة حين يصل إلى نمو معين، فإن الإسلام يتدخل عبر تشريعاته وأحكامه، ليحد من نموها، لصالح نمو رغبات أخرى، هي هنا الرغبات الاجتماعية و الروحية.
إن الإسلام ينظر بصيغة كلية إلى الإنسان والمجتمع و الحياة عموما، ولذلك فإن دور الرغبة حين يصل إلى نمو معين، فإن الإسلام يتدخل عبر عديد التشريعات والأحكام، ليحد من نموها وتطورها، لصالح نمو رغبات من نوع آخر، وهي هنا الرغبات الاجتماعية و الروحية، وفي هذا إدراك عميق للعلاقة التي تحكم الفرد والمجتمع والغيب، حيث يصبح الأمر كنمو لكيان واحد ، يمتد من الفردية إلى الاجتماعية، وليس كتناقض كما هو فهمنا الآن،
إن الحاجات الفردية، تمتد في مرحلة ما من التطور لتصبح حاجات إجتماعية، ويتدخل الإسلام في هذه المرحلة بتشريعاته وأحكامه، ليمنح هذه الرغبات الجديدة إشباعها الحقيقي، عبر الصدقة التي يحث عليها، والزكاة التي يأمر بها،
وقبل ذلك فإن الإسلام أسس لطرق الإشباع الصحيحة للحاجات المادية، وهذا ما نجده في مختلف الإجتهادات الفقهية التي أصلت لعملية الإشباع المادي(2)
لقد طبق المفكر الجزائري مالك بن نبي هذه الظاهرة على الطاقة الحيوية أو الغريزة، مقررا مبدأين هما عدم قهرها تماما، وعدم إطلاق العنان لها.
ونضيف هنا أن هذا الترشيد، إنما يتم ضمن دورة نمو المجتمع نفسه، حيث ينتقل من الفردية إلى الاجتماعية. وفي هذه اللحظة بالذات، تدخل التشريعات والأحكام لتمد هذا النمو بآلياته، وكمثل على ذلك، نجد الزواج، الذي هو آلية لمد الغريزة ال***ية بتطورها اجتماعيا، فقد كان من الممكن أن تلبى بصورة فردية كما هو حاصل في مجتمع الاستهلاك، غير أن الإسلام ، يقيم لها آليات تصبح من خلالها ذات وظيفة اجتماعية، فالمجتمع لكي يمنحها الشرعية سواء من حيث تلبيتها أو نواتجها، فيجب أن يكون واعيا بها، ومدركا لها، عبر إعلان الزواج، ومختلف الأحكام التي يقيمها لهذا الغرض، ذلك أن للمجتمع وعيه الخاص بذاته وكينونته، فإذا ما حدث وأن لبيت هذه الرغبة بدون وعي المجتمع وبدون علمه، فإنه هنا يصبح مهددا في وجوده. عبر بروز أسئلة اجتماعية وقلق اجتماعي عالجه القرآن في سورة النور.
إن مجتمع الاستهلاك، يقوم على ا لنقيض من هذا:
فمن خلال المبدأ الأول الذي تناولناه، يتوقف نمو المجتمع عند سلطة المال، وعدم قدرته على التحول إلى وسيلة لتحرير الرغبات الإنسانية، إن نموه انتهى عند هذا الحد. وهنا تظهر سمة مميزة لمجتمع الإستهلاك ، وهي التأزم الإقتصادي الدوري، كما حدث قبل أشهر من خلال الأزمة الإقتصادية العالمية، التي هي انعكاس دائم لتطور هذا المجتمع، بسبب أن المال يستطيع التحول فقد إلى أشكال مالية أخرى كالأسهم والسندات وغيرها، ولا يستطيع أن يتحول إلى رغبة وتواصل وشعور وألفة ورحمة كما لاحظنا في آيات الصدقة السابقة، فالتحول هنا هو تحول كمي وليس نوعي كما في الإسلام ، حين يتحول المال ، إلى عاطفة إنسانية صرفة، وبالتالي فهو يعيد الجهد والتعب المضمن فيه، إلى أصله الطبيعي.
– أما بالنسبة للمبدأ الثاني، فإن الإشباع الفردي يعد أساسيا ضمن مجتمع الاستهلاك، أي أن إدراك المجتمع لذاته، إنما يتم عبر الأنا الفردية الطاغية، وينعكس ذلك في الموضة التي تعتبر نسخا لعمليات الإشباع الفردية ومحاولة لتحقيقها بصور مختلفة، وليس كمواصلة للنمو الإجتماعي والحضاري، حتى أن الفائض من الإنتاج يلقى في البحار أو يتلف حفاظا على الفردية التي تعد مبدأ أساسيا في المجتمع والإنتاج، وكما يتحول المال إلى صور مالية تراكمية أخرى، فإن الإشباع يتحول بدوره عبر الموضة إلى صور إشباعية كمية أخرى، وليس نوعيه كما في الإسلام.
إن الصدقة إذن لا تعبر فقد عن عبادة من العبادات، أو ركن من الأركان، وإنما تتضمن مبادئ فلسفية كبرى، انبنى عليها الإسلام منذ البداية، وهي تقف اليوم كنقيض للمجتمع العالمي الراهن القائم على الاستهلاك، وبهذا نستطيع القول بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، ليس فقد بصورته الظاهرية التي يبدو عليها، وإنما من خلال المبادئ التي يتضمنها والآليات التي يفعلها للقيام بدوره في حياة الإنسان والإنسانية.