تنظم إدارة المطالعة العموميّة المندوبية الجهويّة للثقافة بالقيروان بالتعاون مع الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة والكتاب جمعية تنمية اللّغة العربية وحمايتها بتونس الندوة الوطنية حول ” المكتبات، المطالعة وتنمية اللّغة العربية وحمايتها بالقيروان أيام :24-25-26 أفريل 2014
ورقة العمل
تضطلع المكتبات وخاصة العامة منها بدور ريادي في السياسات الوطنية للمعلومات.
إذ تهتم بغرس عادات القراءة وترسيخها لدى مختلف الشرائح العمرية والمهنية للمجتمع،وتدعم التعليم الفردي والذاتي والتعليم النظامي على كافة المستويات،وتحفز الخيال والإبداع عند الأطفال والشباب، وتوفر الدعم والمشاركة في أنشطة وبرامج محو الأمية كما تشجع الوعي بالتراث الثقافي وتذوق الفنون وتتيح الإنتفاع بأشكال التعبير الثقافي لجميع فنون الأداء؛فهي بإختصار من أهم المرافق التي تتدخل في مجالات عدّة كالتربية والمعلومات والتنمية الشخصية والتنمية الثقافية إضافة لدورها الإجتماعي من أجل إرساء مجتمع المعرفة المنشود.
فالمكتبات من خلال المطالعة تحفز على مختلف أشكال التعبير لإنتاج ثقافة تعطي لعلاقات الناس فيما بينهم وبين واقعهم المادي والإجتماعي تلك الأبعاد السامية والمثالية التي تجعل الحياة قابلة لأن تعاش، فهي – أي المطالعة – تسهم في بناء الإنسان إذ بالفن والأدب والإبداع يعي مسؤوليته الوطنية والقومية ويدرك وظيفته الإجتماعية في تعبئة الوجدان الوطني وتغذية الحس الجمالي.
إن وصول النتاج الإبداعي لأوسع جمهور من المتلقين لكي يؤدي رسالته في المجتمع لا يمكن أن يتحقق دون لغة محليّة تعبر عن وجدان
الفرد وعن طموحات المجتمع وأهدافه وآماله.
وفي مجتمعنا المعرض كغيره إلى الغزو والإستلاب فإن حماية اللّغة العربية والدفاع عنها والعمل بكل جهد من أجل تنميتها والنهوض بها تتطلب التشجيع على المطالعة وترسيخها كممارسة ثقافية دائمة. فاللّغة والمطالعة لا ينفصلان ، فالّلغة أداة التعبير التي يتم بها التواصل بين أبناء الأمّة وهي مستودع كل ما للشعب من ذخائر الفكر والدين والفلسفة والتاريخ والآداب.
فهي تحتل مكانة رائدة في حياة الأمم إعتبارًا لدورها الخلاق في توحيد الأمّة أفكارًا ومشاعر وقيما تفضي إلى الوحدة السياسية بل الوحدة الروحية، فالأفكار والمعاني لا يمكن أن تتبلور بمعزل عن الألفاظ والتعابير، وكلما كان الإنسان متمكنا من اللّغة، عارفا بأساليبها ودقائقها كان أقدر على التعبير عن مشاعره وأفكاره وأقوى على إفهام الاخرين مقاصده ومطالبه. فلئن تبارت الأمم في العناية بلغتها فبالغت في رعايتها وحرصت على سلامتها وجهدت وجاهدت لتنميتها وتفننت في إبداع الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية وسواها التي تؤدي إلى إغناء اللّغة وإحسان التعبير بها، فإن اللّغة العربية عرفت إبّان الإستعمار وحتى المراحل اللاّحقة تحديات جمّة حالت دون إنتشارها لتحل محلها لغات غربية كي تكون أداة التعليم في المدارس والجامعات وبالتالي أداة تغريب للأجيال العربية تقطعها عن تراثها وماضيها وتقف دون غرس العلم العربي وإستنباته ونشره في الأرض العربية، وتأخر بذلك دخول اللّغة العربية ميدان البحث العلمي والتقني
وأقصيت عن المشاركة الجادة في ميدان العلوم الحديثة وتوقفت عما كان يقدر لها من النمو والإزدهار في هذا الجانب الواسع الهام من جوانب المعرفة .
إن قطاع المكتبات والمطالعة الذي يستوعب اليوم أكثر من 6 ملايين قارئ، ويحتوي في مكتباته على 7 ملايين كتاب قادر على اداء دوره في نشر اللّغة العربية وتنميتها خاصة لدى الأطفال الذين يؤمون هذه الوحدات في سن مبكرة جدّا.
فما هو دور المكتبات وخاصة العامة والمدرسية في نشر الكتاب العربي وتنمية الميل القرائي باللّغة العربية؟ وكيف يمكن من خلال المطالعة ترغيب القارئ في اللّغة العربية؟ وما هي التحديات التيتواجه اللّغة العربية اليوم في ظل إنتشار تكنولوجيا المعلومات والوسائط
الحديثة للمعرفة؟ ثّم ما هي الحلول العمليّة لتمتين العلاقة بين الناشئة واللّغة العربية؟
تساؤلات عدّة تطرحها الندوة الفكرية التي تنظمها إدارة المطالعة العموميّة ومندوبية الثقافة بالقيروان بالتعاون مع الجمعيات المكتبية وجمعيات الحفاظ على اللّغة العربية.